كتب حسن علي طه
وسائل الإعلام كلمة جامعة لمجموعة من المؤسسات الإعلامية،
تتفاوت فيما بينها في الأهمية، فمن وسيلة إعلامية مؤثرة إلى حدّ إيقاع حرب بين دولتين،
إلى وسائل إعلامية حدّ التأثير فيها يكاد أن يكون معدوماً لا يُذكر.
وما بينهما إعلام قادر، وآخر عاجز مراهق.
وكحال سائر الدول، كذلك في لبنان هناك إعلام يفرض نفسه لدرجة الفجور،
فاجر بلا ضوابط، يسعى لتحقيق أهدافه التي غالباً ما تكون أهداف آخرين،
يتبناها مقابل بدلٍ مالي، أو ساعاتٍ من ذهبٍ مرصّعةٍ بالألماس على شكل هدايا.
أو لدرجة النفاق،
منافق وكاذب قادر على قلب الحقائق، ليصبح "اللّوطي" مثلياً وله علم بألوان قوس قزح،
ويصبح العُري المحرَّم في كل الأديان "تحضّراً" و"تحرّراً".
أو ربما إعلام متآمر،
لتصبح معه المقاومة ميليشيا، والشهيد قتيلاً، والعدو جاراً،
والعمالة وجهة نظر، و"حَنّا السَّكران عم بيزبط بنت الجيران".
وللأسف، هذا الإعلام الفاجر المنافق المتآمر هو القادر على صناعة الحدث مرة،
أو إخفائه مرّات.
ويُلوّن نفسه ببعضٍ من الآخر حرصاً على مشهد "التنوع"،
وغالباً ما يتكل على من هم مهذّبون لدرجة الضعف، أو مغرورون لدرجة الوهم،
ليصبحوا ضحايا معلّقين في الهواء، أكثر منهم ضيوفاً على الهواء.
فتكون السلطة الرابعة سلطةً جائرة مرتهنة،
وتصبح "مهنة البحث عن المتاعب" سهلةً لدرجة الارتزاق.
في المقابل، هناك إعلام ملتزم لدرجة الملل،
خجول لدرجة الصمت، ليصبح معه الصوت بُحّة غير مفهومة.
ووسط الملل والصمت، يستضيف هذا الإعلام أصواتاً عالية تحاكي الغرائز،
تقطع، تبتر، تقتل، وتنشر الرعب في صفوف الأعداء، وكل ذلك "هواءٌ بهواء".
وإن وُجد من يُبدي رأيه خارج اصطفاف أفكار عباقرة الإعلام والسياسة،
فأبدى أو قال أو كتب دون إذن، فـ"يا غيرة الدين"،
يتداول رأيه بين هامسٍ خائف أو مريضٍ حاقد وجد ضالته للعنَة أو طعنة،
ويُحضَّر لقرار: "اخرج منها إنك رجيم".